elfnan
عدد المساهمات : 456 تاريخ التسجيل : 07/10/2009 العمر : 63
| موضوع: حركة حماس بين انتماء الداخل وولاء الخارج الإثنين أكتوبر 19, 2009 10:49 am | |
| حركة حماس بين انتماء الداخل وولاء الخارج د. محمد احمد جميعان تبدي دوائر التحليل والدراسات الإسرائيلية هذه الأيام تخوفا وقلقا من احتمال سيطرة حماس على الضفة بشكل او بآخر قد لا تكون على النمط السابق في غزة بل بأوجه اكثر فاعلية لعل أبرزها عمليات مكثفة للمقاومة ومواجهات مع القوات الإسرائيلية التي تجتاح الضفة أحيانا إذ أصبحت هذه القوات تواجه صعوبة وتحسب حسابا في دخول مناطق الضفة والتمركز فيها، وان هذا النوع من المواجهات سوف توفر لحماس سيطرة شعبية سريعة على الضفة دون حاجة لوجود مقرات ومكاتب ظاهرة وثابتة يسهل استهدافها من قبل السلطة او الجيش والأمن الإسرائيلي في الضفة، لذلك فهم يتشددون وقد يمانعون في إعطاء حماس تهدئة او هدنة تخدم هذا الهدف الذي يخافون منه، وقد أشرت في تحليل لي قبل نحو عام وبعيد سيطرة حماس على غزة ان سيطرة حماس على الضفة حتمية وشعبية وقد أوردت في حينه مقومات هذه السيطرة ولا داعي لإعادة تفاصيلها الآن فهي منشورة في عدد من الصحف والمواقع.
ولكن السؤال المطروح وبشده هذه الأيام هل شعبية حماس في الداخل التي تشهد تصاعدا كما تشير التقديرات تخطت حاجز 65% التي حصلت عليه في الانتخابات النيابية لتصل الى نحو 85% كما تشير أحدث التقديرات توازي شعبيتها في الخارج وبين فلسطيني الشتات؟ وما نوعية هذه الشعبية هل هي زبد كغثاء السيل أم هي انتماء في الداخل وولاء في الخارج لها أسس ومرتكزات سوف تظهر في الوقت المناسب؟
للإجابة على هذه التساؤلات لا بد من تناول أمور مهمة أولها المستجدات المحلية والإقليمية والدولية بعد سيطرة حماس على غزة التي أثرت او سوف تؤثر على شعبية حماس لا سيما بين فلسطيني الشتات، وثانيها مظاهر شعبية حماس في الخارج، وعلى ضوء ذلك كله نوعية هذه الشعبية ومرتكزاتها.
ان كل المستجدات على الساحة الفلسطينية والإقليمية والدولية قد خدمت حركة حماس في تعاظم شعبيتها وتعميق انتمائها في الداخل وولائها لدى الشعب الفلسطيني في الخارج خلافا للتقديرات التي توقعها البعض في السلطة والدوائر السياسية والإعلامية في الغرب وأمريكا وإسرائيل من ان حصار حماس في غزة وإطباق الحصار عليها وعلى قطاع غزة بأكمله سوف يضعفها ويضعها في خانة الارتباك والاشتباك مع أهلها وحاضنتها الشعبية في القطاع مما يؤدي الى اضمحلال شعبيتها او خلخلتها في الداخل والخارج.
وقد حاولت ان أجد مظهرا واحدا ولو كان ضعيفا لاستشهد به ويعطي موضوعية يدعم هذا التحليل الذي يقول ان حماس أصبحت ضعيفة في ظل الحصار إلا أنني لم أجد، بل ما وجدته على الصعيد المحلي في غزة وما حدث إقليميا ودوليا أضفى متانة في شعبية حماس وقدرتها الفعلية للسيطرة على الضفة وهو ما يثير هواجس الإسرائيليين وقلقهم ألآن.
لقد أبدت حماس صمودا غير متوقع في وجه الحصار واستطاعت عبر الأشهر الماضية من توفير الامكانات وكسر الحصار بتكتيكات وأساليب مبتكرة أمنت سبل العيش لأهل القطاع، وهي تحاول ابتكار أساليب متجددة ولا يبدوا ان هناك تململا شعبيا ضد حماس بل ما يظهر دعما لخطواتها وتحركاتها وسيطرتها وقد شاهدنا عملية كسر الحصار واجتياز الحدود عبر معبر رفح والذي امتازت كما اجمع المراقبون بالانضباطية والسيطرة والتنظيم رغم جموع الآلاف الذين عبروا الحدود، وهنا النتيجة المهمة ان الحصار والصمود واجتياح معبر رفح قد ساهمت مساهمة كبيرة في تصاعد شعبية حماس في الداخل والى تنامي شعبية حماس بشكل مضطرد وكبير في الخارج سيما مع الهبة والتعاطف الكبير التي أبدته الشعوب العربية والإسلامية مع واقع الحال في غزة.
لقد رافق هذا الصمود من قبل حماس عمليات ناجحة للمقاومة أسفرت عن نتائج محمسة ومستثيرة للعواطف لا سيما مع تكثف عمليات إطلاق الصواريخ التي أصبحت اكثر دقة وفاعلية وتأثير رفعت من أسهم حماس في الداخل والخارج.
ومما زاد هذه الشعبية عمقا وتجذرا في الوجدان والتصاقا اكبر بحركة حماس هو ان هذه النجاحات في عمليات المقاومة في غزة التي اقترنت بالحصار والجوع لم يقابلها سوى فشل ذريع في عملية السلام ومحادثاتها بين السلطة في رام الله والكيان الإسرائيلي، وقد أصبحت هذه المحادثات محل تندر وسخرية لدى الشعب الفلسطيني الذي مل وضجر من الاسطوانات الممجوجة مما أعطى حماس مصداقية في طروحاتها يضاعف من شعبيتها ويعمق من متانتها وولائها في الوجدان الشعبي.
ان ما حدث على الساحة الإقليمية والدولية مؤخرا من تعمق التوحل الأمريكي في العراق وأفغانستان والإخفاقات التي تتوارد إنباؤها يوما بعد آخر والتي عززت من مكانة إيران الإقليمية على الساحات المختلفة ولا سيما ما حدث في لبنان من انتكاسة غير متوقعة لمحور الاعتدال وامتدا ته الإقليمية والدولية الذي ظهر عاجزا في دعم حلفائه أمام حزب الله وحلفائه وما تم من حسم سريع للموقف أذهل الجميع وجعلهم في خانة المتفرج المتمسمر الذي لا يحرك ساكنا، ولان حزب الله نهج مقاومة على غرار حماس بل هو حليف استراتيجي لحركة حماس في محور الممانعة فقد أعطى هذا الفعل وهذا الحسم عزيمة وقوة معنوية وسياسية لحركة حماس شد من أزرها ورفع شعبيتها بشكل كبير بين فلسطيني الشتات لاسيما ان كل ذلك يرتبط بالقلق والخوف المصيري الذي تعاني منه إسرائيل هذه الأيام والذي يقابله تفاؤل غامر على الساحة العربية والإسلامية أصبح يسود حول زوال إسرائيل والذي يتحدث عنه إيران وحزب الله وتحالفهم الممانع وما يتم تداوله من قدرات عسكرية كبيرة قادرة على توجيه ضربة قاسمة وحاسمة وتدميرية لإسرائيل...
ان ظهور رايات حماس وصور مؤسس حركة حماس الشيخ احمد ياسين الى جانب صور السيد حسن نصرا لله في الشارع العربي وبالذات الفلسطيني في الخارج يعطي دلالة واضحة على مدى الولاء لحركة حماس التي أصبحت تمثل أملا لعودتهم الى ارض الآباء والأجداد في فلسطين لذلك فان قيادات حماس تكثف تركيزها الحديث في العودة الى فلسطين ارض الآباء والأجداد ونجد ذلك اكثر وضوحا وتشددا لدى قيادة حماس في الخارج التي غالبا ما يتم تقييمها على إنها اكثر تشددا من الداخل.
لقد أصبحت ظاهرة متابعة قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس واضحة من قبل فلسطيني الخارج تشير الى حجم الولاء الى هذه الحركة لا سيما عندما نرى ونسمع حجم تفاعلهم الكبير والمتعاظم مع هذه القناة والذي يبدوا واضحا من حجم الاتصالات والمسجات التي تصل الى هذه القناة وتظهر على الشاشة وقد أشارت عدة استطلاعات للرأي ان قناة الأقصى والمنار والجزيرة هي اكثر متابعة وتفاعلا لا سيما بعد أصبحت فضائية الجزيرة تقدم صورا ورسائل وحكايات تتعلق بالعودة الى فلسطين وتحظهم العودة الى ارض الآباء والأجداد في فلسطين.
ان مرتكزات شعبية حماس الرئيسة في الخارج تعتمد بالإضافة الى ما سبق من أسباب ومرتكزات مهمة على شوق وحنين فلسطيني الشتات في الخارج الى وطنهم وتطلعهم اكثر من السابق أضعافا مضاعفة الى العودة الى فلسطين ارض الآباء والأجداد والعزة والكرامة وهذا ما يلاحظه كافة المراقبين بعد ان فشلت كل محاولات اللف والدوران والأغراء والتوطين، وكما يقول احدهم في الفضائيات التلفزيونية والإذاعية معرش دوالي في فلسطين أعظم من كل المناصب والجوازات رغم انه يحمل جواز سفر بريطاني، لذلك فان شعبية حماس بين فلسطيني الخارج ليست سطحية او زبد كغثاء السيل كما يحلو للبعض ان يصورها او كما يتوهم البعض قدرته على تثبيتها على هذا النحو خدمة لمصالح شخصية ضيقة وخداعا للآخرين، بل ان هذه الشعبية كما تشير كل المعطيات تمثل انتماء لفلسطيني الداخل من خلال استيعابهم تنظيميا ومؤسسيا وعسكريا وامنيا في كافة مؤسسات الحركة وهو ولاء وجداني لا يمكن كبحه او تحجيمه او الالتفاف عليه لحركة حماس في الخارج التي ترفع شعار العودة الى فلسطين بقوة إعلاما وسياسة وعملا مقاوما،
ويكفي ان أشير هنا الى محاضرة لها دلالات واضحة في بيت احد الاصدقاء حضرها بعض الشخصيات تناولت القضية الفلسطينية وفي نهاية المحاضرة ثارت سيدة استفزتها المحاضرة وهي تقول بعد ان اثنت على حركة حماس "لماذا تعتبر القضية الفلسطينية هي عودة الضفة وإقامة الدولة الفلسطينية عليها فقط فأين فلسطين من النهر الى البحر وأين نحن فلسطيني عام 1948 السنا عربا وفلسطينيين أنا من مواليد خارج فلسطين ولكن شوقي لفلسطين وأتطلع للعودة الى ارض الآباء والأجداد في فلسطين ولا نقبل عنها بديلا وان ما تطرحه حماس وتؤكد عليه وتتشدد فيه من العودة الى فلسطين يجعلنا نتمسك بها ونشد على يديها... | |
|