ناشد عدد من الفنانين والمثقفين والصحفيين جموع الفنانين المصريين بالتعقل في الحكم على الأحداث التى وقعت بين مصر والجزائر مؤخرا رافضين قطع العلاقات الفنية مع الجزائر.
يأتي في مقدمة هؤلاء الفنانين المخرج يسري نصر الله والمخرج الشاب أمير رمسيس الذي كتب بيانا بنفسه حول هذه الأحداث وصرح لـ "الفن أونلاين" أنه يهدف من هذه المبادرة مخاطبة المصريين للحكم على الأحداث بشكل أكثر عقلانية.
أضاف رمسيس إلي أنه استطاع أن يجمع أكثر من 250 توقيع على البيان الذى طالب بأن يكون رد الفعل على قدر الحدث وأن يعاقب المخطىء فيه بعد إدانته، رافضا قطع العلاقات بين الدولتين ورفض الفنانين أن يكون لهم دورا فى تصعيد حملة العنف والكراهية بين الشعبين.
أشار إلى إنه بعد مناقشات عديدة مع هؤلاء الفنانين والصحفيين والمثقفين تم الاتفاق على إصدار بيان هذا نصه:
"بمزيد من الأسى.. نستيقظ يومياً على المزيد من الفوضى وأعمال العنف والنزعات القومية التى تؤجج من نار العداء لا ضد معتدى فرد أو مجموعة من الأفراد ارتكبوا أفعالا عنيفة فيما يخص مباريات الفريق المصرى والجزائرى وإنما ضد شعب بأكمله يضم فى طياته المعتدى العنيف بجانب المثقف الواعى بجانب غير المهتمين بكرة القدم والذين لا تعنى لهم أى شىء.
ونرى فيما يحدث من سب واضح وعلنى لشعب الجزائر بأكمله ونعته بشتائم مهينة لا إهانة لهذه الأمة ولا حتى لمرتكبى أفعال العنف بقدر ما هى إهانة لصورتنا نحن المتحضرة فى حد ذاتها.
لا ننادى بالتعقل باسم القومية العربية أو غيرها من المسميات التى قد لا يتفق معظمنا عليها الآن، ولكن نتحدث باسم المنطق العقلى الذى لا يضع البيض كله فى سلة واحدة ولا يتعامل مع شعب بأكمله باعتباره مخططا معتديا، ويرفض إهانة وسب دولة بأكملها بمنطق التعصب الذى يعكس كراهية غير مبررة لشعب نشاركه صداقة تتحول كل بضعة أعوام بشكل غير مبرر إلى عداء كروى، يساهم كل من الطرفين بإعلامهما بتصعيده وتحويله لحرب عنصرية، ربما لأن الدول بحكم العادة تحتاج دائما لعدو حتى لو كان وهميا لتحويل نظر الشعوب عن كوارثها الداخلية.
واعتقد أن الحرب الإعلامية والسب المتبادل بدأ من الطرفين قبل المباراة وبات من الواضح أن بعض الأشخاص رغبوا فى تحقيق صيت شخصى لهم من خلال مهاجمة البلد الآخر فى برامجهم التليفزيونية.
وخلاصة الموضوع أننا نرى أن العنف والغوغائية والمطالبة بقطع العلاقات المصرية الجزائرية فى ضوء ما حدث والذى ننادى كغيرنا فى أن يؤخذ فيه رد فعل طبيعى وأن يعاقب المخطئ فيه بعد إدانته، نرفضه ونرفض قطع العلاقات وتهميش شعب بالكامل عرفنا منه المحب لمصر أيضا مثلما عرفنا المشجع المتعصب، ولكى لا ندفن رأسنا فى الرمال لابد وأن نعترف بأن لنا دوراً أيضا فى تصعيد حملة العنف والكراهية.
ولهذا فنحن الموقعين أدناه مصريين، نقر برفضنا لهذه الحملة وننادى بصوت عاقل يحاكم المخطىء ولا يعمم الكراهية لشعب بأكمله يضم ككل الشعوب فئات فكرية مختلفة منهم المتعصب والمتسامح والعقلانى والمتسرع تماما كالشعب المصرى ونرفض رفضا قاطعا السباب الموجه لصميم دولة الجزائر ونرفض طرد السفير الجزائرى من مصر وسحب السفير المصرى من الجزائر وما ينادى به من قطع العلاقات والمقاطعة أيا كان صورها فكريا أو فنية أو اقتصادية.
قام بالتوقيع على البيان:
المخرج أمير رمسيس
المخرج يسري نصر الله
خالد أبو النجا
عائدة الكاشف
عمرو واكد
المخرج أحمد عبد الله
المخرج أحمد ماهر