قصه قصيره ولكن حكمتها بليغه

*************ليتني كنت ترابا************

****************************************

تنهد "قاسم أمين" بكل لوعة وحسرة بعدما فكر مليا فيما آلت إليه حاله..

فهاهو ممدد كالمومياء علي فراش المرض بعد إصابته بجلطة دماغية شلت نصفه الأيمن فلا يستطيع الحراك أو الكلام

هاهو الآن عاجز حتي عن القيام بعدما كان له من نفوذ وجاه وسلطان...

هاهو الآن كنصف ميت ...

أين كان وأين أصبح...

أين قاسم أمين ذلك الإسم الذي يرتعش الكثيرون بمجرد ذكر إسمه...

أين قاسم أو الجزار كما أطلق عليه الناس...

بطش بكثيرين ونهب أموال من بطش بهم مستغلا علاقته الوطيدة بكبار رجال الدولة...

لم يكن يخاف من أحد فكان كل الناس تحته كالأقزام...

شكل عصابة داخل دولته فعاث فيها فسادا وبطشا فأصبح كالأخطبط...

قليلون هم من فكروا في مواجهته...

فكان مصيرهم كمن يقف في مواجهة الإعصار...

كان قلبه أقسي من الحجر...

لم تعرف الرحمة طريقا لقلبه يوما...

تفنن في قتل ضحاياه دون ترك دليل...

وليس هذا فحسب...

بل ترك أبنائه يمرحون في الدولة كالذئاب البشرية في قطيع من الأغنام...

فنهبوا بدورهم أموال الشعب دون حسيب أو رقيب...

وأرتكبو من الجرائم ما يشيب لهوله الولدان...

لم يزره أحد في مرضه!!

أين أصدقائه أو من كانوا يدعون صداقته...

لقد تخلوا عنه بعدما علموا بمصابه فهو ميت لا محالة...

أين أولاده الذين لم يحاسبهم يوما علي ما فعلوا...

أين أقاربه الذين نصبهم أعلي المناصب في الدولة...

هاهو الآن وحيدا يواجه سكرات الموت...

فيا لهذه الدنيا العجيبة...

فجأة ودون سابق إنذار سقط من أعلي القمة لقاع بئر مظلم...

بعدما كان يخلوا من الأمراض يسقط فجأة صريع الفراش...

كل هذا مر عليه سريعا وأحس أن ساعته قد حانت...

حانت ساعة الموت ويالها من ساعة قاسية مريرة بعد كل ماضيه المفزع...

ليتني لم أكن في هذا الوجود...

ليت أمي لم تلدني وليت أبي دفنني حيا...

ياليتني خلقت ترابا ...

حاول البكاء فلم يستطع...

إبتلع حزنه وأغمض عينيه...

لم يعد ينفع الندم...

فقد فات الأوان...

يا ليتني كنت ترابا...

أحس بمرارة كريهة في حلقه....

واسودت الدنيا أمام عينيه....

و.....

وانتقل إلي الرفيق الأعلي....

**********************************************

*إنتهت*

*******************


أرجو من جميع الأعضاء والعضوات الكرام إبداء رأيهم فيما كتبت حتي ولو بالنقد