السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سنبدأ بالقصة الآن:
في ليلة رأس عيد السنةوالثلج يتساقط والبرد القارس يلف الشوارع.
كانت فتاة صغيرة مسكينة عارية الرأس ، تجتازالشارع ، بين سيارتين،ففقدت حذائها الكبيرين الباليين، اللذين الذين اخذتهما من امهاوسارة عارية القدمين.
وكانت هذه الفتاة الصغير تبيع أعواد الثقاب ( الكبريت)*وتجوب الشارع راجية الله ان يشتري احداً منها شيئاً.لكن، لسوء حظها ، لم لم تحظى بزبون واحد .
وكانت تحس بالبرد الشديدوالجوع، ونثارات الثلج تلامس شعرها الطويل الأشقر.
ولما تعبت الفتاة ، جلست في زاوية بين منزلين.
وأخذت تنظر إلى الأضواء الخارجة من النوافذ ، وإلى الناس الذين يعدون طعام العيد.
ولم تكت تجرؤ العودة إلى منزلها فققد يضرباها والداها لأنها لم تعد بأي قطعة نقدية.
وتجمدت يداها بسبب البرد ، فأخرجت عود ثقاب وحكت به الحائط ، فشتعل ، وأحاطته بيدها فأحست بالدفء.
وعلى ضوء هذا الهب الصغير، تخيلت الصغيرة نفسها جالسة أما مدفئة كبيرة حديدية، والنار تشتعل فيها إشتعالاً رائعاً ينشر الدفئ !فمدت ساقيها لتدفئهما ، لكن النار انطفئت واختفت المدفئة .
ولم يبق إلا طرف عود الثقاب مشتعلاً فحكت الصغيرة عوداً ثـــانياً فشتعل وأضاءة فتخيلت طاولة وضع عليها ديك رومي مشوي تفوح منه الرائحة الشهية. ثم انطفأت الشمعة : فلم تر أمامها إلا الحائط الغليظ البارد.
وأشعلت الفتاة عوداً ثالثاً فتخيلت نفسها جالسة تحت شجرة ميلاد أكثر جمالاً من تلك التي رأتها ، في السنة الماضية ، عبر الباب في بيت الجيران . ثم انطفأ عود الثقاب . ولم تكن الشمعات التي تتألق فس شجرة الميلاد سوى النجوم متلأ لئة في السماء .
وفجأة سقطت أحدى النجمات ، راسمة خطاً من نار ، في السماء فقالت الصغيرة في نفسها: ((مات احد الأشخاص))** لأ جدتها العجوز كانت تقول لها :
(( إذا صقطت نجمة ، فهذا يعني أن روحاً تصعد إلى السماء))**
ثم حكت الصغيرة بالحائط عود ثقاب آخر فتخيلت جدتها واقفة ، وسط الأنوار ، وديعة سعيدة .
كانت الجدة هي الوحيدة التي تعامل الفتاه الصغيرة معا ملة حسنة .
وما ان رأتها الصغيرة حتى صرخت :
(( جدتي ، جدتي ، خذيني إليك . قبل ان ينطفئ العود. إني اعلم انكِ ستختفين ، كما أختفت المدفئة والديك الرومي وشجرة الميلاد.
وسارعت الصغيرة إلى حك بقية أعواد علبة الثقاب ، لتحتفظ بجدتها التي لم تكن يوماً لا بهذه العظمة ولا بهذا الجمال. فأطلقت الأعواد نوراً من نور النهار فاقتربت الجدة من الصغيرة المسكينة وأحاطتها بذراعيها وطارتا معاً إلى الأعلى ، حتى لم تعد الصغيرة تشعر لا بالبرد ولا بالجوع .
ثم انطفأت كل الأعواد ، وكانت بائعة الكبريت ، في زاويتها ، بين المنزلين ، بخديها الأحمرين‘ والبسمة على فمها ، قد امتها البرد ، في المساء الآخير من السنة .
ثم أشرق النها ، فكان الناس الذين يمرون بالجثة الصغيرة يرددون القول : (( كانت تريد الدفء))
" يالهذ ه الفتاة المسكينة ! لم تكن تريد سوى الدفء"
وكان المارة يجهلون الأشياء الجميلة التي رأتها بائعة الكبريت ، كما يجهلون كيف دخلت ، مع جدتها الطيبة في السنــة الجديدة